| قاعة الإحتفالات المُغطاة |

بدأ الناس بالحضور ، و حسنًا .. لا أستطيع تمامًا منع ذلك الشعور بالتوتر عني ، فلا أظن أن تلك الليلة قد تمُر على خير ! حفل ؟ حقًا ؟ لم يجدوا فكرة أفضل لإغضابهم ؟!
وضعت يدي بجيب تنورة ثوبي للمرة الألف للتأكد من وجود الملح الذي وضعته بها اليوم قبل مجيئي ، ثم تنهدت براحة بعد أن شعرت بالذرات الخشنة أسفل أصابعي ، لأخرج يدي من جيبي و أحمل صحفة معدنية تراصت عليها كؤوس الشراب ، لأبدأ عملي ..

أخذ الكؤوس الفارغه من أمام الحضور ثم أتأكد من لا شئ مريب أسفل قدمي ،، بمرة سابقه دست على بركة من الدماء أدت إلى إنزلاقي وتلوث ملابسي به ..
ولا تعلمون كم من الصعب إزالة اللون الأحمر القاني ورائحته من الملابس ، مقزز !
ظللت أتابع عملي بينما أراقب الأرضيه بتحفز .

حفلة قالوا ان هناك حفلة
في هذا الطابق في هذه الغرفة
حيث اقف الآن استدرت اكثر من مرة علنيِ اعرف احداً
في هذا المكان
ارتميت على احد الكراسي محملقا بالجموع

دلفت الحفل ، مُرتدية ثوب أسود قصير دون أكمام ، و .. بلى هذا ما استقريت عليه بعد بحثٍ شاق بخزانتي .
نظرت حولي .. و ماذا أتوقع ؟ بالتأكيد لم أجد أحدًا أعرفه ! لا أحد من أصدقائي مجنون كفاية ليفعلها و يُقيم بفُندق بضواحي المدينة فقط لأجل الهدوء و راحة البال !
زفرت و التقطتُّ كأس شراب من نادلة مرت أمامي ، و بقيت بمكاني أدير نظري متفحصة القاعة ..
لماذا يتم غلقها فور إنتهاء الحفلات ، ولا تُفتح سوى بإقامة أخرى ؟!

أدرت نظري بالمكان بعد دورتي الأولى ، الجميع يحمل كؤوس ، جميعها مُمتلئة و .. أحدهم لا يفعل ! إقتربت من الضيف الجالس ، و بإبتسامة هادئة و نبرة عملية قلت :
مرحبًا ، سيدي . أ تود شرابًا ما ؟

قلتها و الصحفة بيدي أعلاها كؤوس لمُختلف المشروبات من باب العرض !

لم ادريِ انهاَ حفلة فساتين والا لكنت ارتديت شيئاً رسميا كفاية
رفعت رأسي سريعاً الى من اتىَ
مابال هذا الفندق الأناس بهِ يظهرون فجأة
حملقت بها لمدة ، ثم بالكؤوس : لا اشكركِ
هكذا انا مكتفٍ

أتيت إلى المكان ، و بمُجرد أن فعلت حتى بدأ دوري بالترحيب برموز الحضور و الإبتسامة الثابتة على شفتاي .. هذا مؤلم !
إلى أن يأتي المُلاك ، عليّ البقاء على هذا الحال المُمل .. و هؤلاء الصغار ليس لديهم أدنى فكرة عن إحترام المواعيد .

دخلت الحفـله تلك وانا ارتدي تنورتي القصيره وكنزتي شبه العاريه ، مررت يدي بين خصلات شعري الأحمر ببطئ وتوجهت ناحية الكؤوس لأمسك بواحد ووقفت على جانب انظر للجميع وانا اتمتم :
( اين هذا الحفل ؟! )

زممت شفتاي ، ثم حركت كتفاي و قلت :
كما تريد !

إبتعدت عنه بضعة خطواتٍ فحسب ، إلى أحد الأركان ، مُراقبة ما يدور في ترقُب . حتى الآن كُل شيء يسير بشكلٍ جيد .. شكلٍ رائع حقيقة ..
رفعت يدي لأنظر بساعتي ، و لا يزال الحفل في بدايته ! ستكون تلك ليلة طويـــلة .

سمعت ما تمتمت به إحداهن بجانبي ، لأرتشف من كأسي مُتمتمة بدوري :
مرحى ، أحدٌ غيري يراه مُمل !

لم انم منذُ يومين
وها انا اكاد اقع على نفسيِ
والحفلة زادت نعاسي هببت واقفي اتحرك جيئة وذهايا ادلك رأسي لأتفادىَ احراج نفسي والنوم

صوت كعب حذائي يدوي بالقاعه شبه الفارغه بينما فستاني الأحمر ذيله يمتد أرضًا .
عقدت ساعديّ عندما دلفت لأشير للنادله الشقراء قائله بضجر :
- أين الموسيقى ؟ -

إقتربت نحة من أشارت لي ، أين الموسيقى ؟ سؤال لطيف .. أين الموسيقى ؟ ثقي بي صُراخكِ سيكون أكثر علوًا منها إن بدأت !

واجهتها بإبتسامة عملية و قلت :
ستبدأ بعد قليل سيدتي ، فقط ننتظر حتى إتمام و التأكد من أن كل شيء جاهزًا ، فتبدأ الموسيقى مع بدء الحفل رسميًا بعد وصول الجميع .

رفعت الصُحفة و أنهيت حديثي بالسؤال المُعتاد :
هل تودين شُرب شيء ما ؟

على وجهي التعجب :
- هل أنتِ مبرمجه أو ما شابه ؟ .. وماذا يفترض أن نفعل بدون موسيقى ! نجلس أرضًا ؟ -

زفرة ضَجرة تبعتها بقولي :
- أي شئ بارد ! -

دلفتُ المكان بثوبٍ بحمالة واحدة .. تنورة طويلة .. و كاميرا للتصوير مُعلقة حول عنقي .
رفعت أحد حاجبيّ ، القاعة مُمتلئة ، و لا يوجد موسيقى .. أو أصحاب الحفل ، و من المُفترض أنهم أبناء أغنى أغنياء المدينة ! ه تلك حفلاتهُم بالمُعتاد ؟ مرحى ، لقد جئت لحفل من الموتى !
رفعت الكاميرا لعيناي ، لأبدأ بإلتقاط بعض الصور للقاعة و الحضور و الملل الواضح جليًّا على وجوههم .. خبر تلك الحفلة سيُكسبنا من الأعداد التي ستُباع ما يكفي للعام القادم !!
خفضت الكاميرا بعد أن إنتهيت ، و أخدت كأس شراب ، لأبدأ تجولي بالمكان فحسب .

تنهدت و لم أعلق على أيًا من حديثها ، فقط سلمتها كأس شراب و .. جميعهم باردين .. من سيشرب ساخن بهذا الوقت على أية حال !، و فقط إبتعدت عنها دون مزيد .
تبًا ، أكره هذا النوع !

وبعدما سكب أحدهم كوبه على ملابسي وقابلته بإبتسامه ممتنه ! عدت لأحد الأركان بجانب إيميلي لأقول بهمس :
(( الأمر أهدأ مما تكون عليه العاده ))

ضجة ، ضجة
من فضولي القاتل لم احتمل عدم دخول هذه القاعة و معرفتة ما سبب كل هذه الضجة
الذي يطلقون عليها ، حفل .. توجهت نحو ركن المشروبات لأخُذ واحدً
شربت القليل ،، عقب سجائر !!
بصقت ما بفمي سريعاً حمداً لله لم يراني احد ..

إلتفتُّ بغتة نحو من تُحادثني ، لأصدر تنهيدة راحة حين وجدتها دانيـّلا ، لأومئ :
مُحقة ، الجو هادئ ، لذا .. أعني ، أظن .. لا شيء سيء قد يحدُث اليوم . إن كانوا يرغبون بالظهور لكانوا فعلوها بالفعل منذُ بدء الحفل !

زفرت .. لا أعلم كيف أتحدث ، فأنا حتى لستُ واثقة مما أقول .. رُبما ما أفعله هو طمأنة ذاتي ليس إلا ..

قلت بينما أعدل من وضع الكؤوس على الصحفه الخاصه بالتقديم :
(( تعلمين أن هذا سيثير غضبهم ))

نقيّت حلقي :
فقط أدعو ألا تطرأ على عقل أحد الحضور الضجرين فكرة تشغيل الأغاني لأجل بعض الصخب ، و لنأمل أن يمُر كل شيءٍ على خير .

دخلت بخطواتٍ واسعة و ثوب سحبته من الخزانة دون تدقيق و .. حسنًا الآن الأنظار إنتقلت إليّ . لن أُرحب بأحد ، تلك مهمة آندريـا ، لهذا قُمت بتعيينها . لم أكُن لأحضر من الأصل لولا حديث أمي عن اللباقة و الذوق و .. إلخ إلخ!
أدرت نظري بالقاعة ، و رائع .. لا أحد منهم هنا ، إذًا أنا وحدي فحسب تورطت بالأمر ..
زفرت بحنق ، و انتقيت مقعد بعيد عن الأنظار إرتميت عليه ، و حدقت أمامي فحسب مُشاهدة الجمع و ما يدور بهذا الملل دون موسيقى حتى !

حفلُ ذلِك جيدُ ،لكِن ماذلِك الهدوءُ المريبُ الذى بالمكانُ بعضُ الموسيقى دوتث بالمكانُ بقوة وكأس مِن الفودكا لن يضرُ الأمرُ ذلِك بشىء

حظت من حدثتني ، لأنظر لها واتابع :
" مازال مضجراً صحيح .. ! "

لاحظت فتى وسيم يدلف ، غمزه صغيره وعدت انظر للحفل الذي يتألف من خمسة اشخاص

» " قاعة الجلوس "
» | قاعة الإستقبال |