المـطعم

أوقفت السياره لنترجل منها ، دلفنا لأسحب كرسيًا لها وأجلس على المقابل ماددًا لها قائمة الطعام .

أتأمل المكان من حولي بتفحُص وفضول ، وها أنا أتطلع على قائمة الطعام وتقريباً لا أفهم ما هو مكتوب لأقول لأندرو
( أكمل صنيعك وأختر أنت الطعام حتى أعتاد أنا على تلك الأسماء وأعرف ماهيتها )

ناديت النادل قائلًا :

// طبقين من اللحم المشوي وكذلك طبقين من الأرز المتبل ، ربما أذرع الدجاج كذلك والتحليه نود مثلجات الشوكولا \\

أعطيته القائمتين ثم قلت لها :

// إذًا ما الذي جلبك من الهند ؟ حجة الدراسه غير مقنعه قليلًا \\

أنتظرت حتى إبتعاد النادل لأقول
( تقول هذا وأنت جئت معي للجامعه والمدرسه ؟! ليس لي أحد في الهند بعد موت والدي وقررت الحصول على البطاقه الخضراء والعيش هُنا ، وقد ساعدني أخي حتى الآن على المجيء والباقي علي )

عدلت من وضع الملاعق والطبق والكأس أمامي ، أعاني من رهاب بشأن هذه الاشياء بعض الشئ !
نظرت إليها قائلًا :
// كان يمكنك العمل بالهند ، هناك سبب آخر بجانب الدراسه والعمل \\

أُدير عيني في المكان من جديد ثم أُوفقُهماعند وجهه وأقول
( ليس لي أحد - كما أخبرتك - وأخي الوحيد هاجر لهُنا وها أنا جئت لأبني لي حياه جديده مثله )

قلت :
// ولِما لم تقيمي مع أخيكِ ؟ \\

أخفي يداي أسفل مفرش الطاوله على حجري وأعقدهُما بقوة وأقول وأنا أٌحاول ألا يظهر على شيء
( لم يعطيني عنوانه لأنه كثير التنقل ولا يُجيب على هاتفه )

إنتظرت حتى وضع النادل الطعام على المائده ثم قلت :
// من ظهر لكِ بالغرفه البارحه ؟ ماري؟ \\

نظرت للطعام ثم له لأبتسم وكأنه ألقى دُعابه لأقول
( بل شبح مجهول الأسم كان يشعر بالملل فأحب إضاعة هذا الملل بإخافتي والتأسُد علي )

مررت يدي على رأسي قائلًا :
// فى الغالب آزازيل لأن جايسون ليس مُحبًا للبشر كثيرًا \\

أشرت للطعام قائلًا :
// هيا ، عل ذوقي بالطعام يعجبك \\

أخذت أصف هذا الشبح بما أنه تجلى لي
( ذو شعر داكن وهو وسيم ولكن ملامحه حاده ونافذ الصبر وطردني ثم عدل عن رأيه ليأمرني بالنوم )
نظرت للطعام وتناولت الشكوه والسكين لأقول
( يبدو طيب كما أن رائحته شهيه )
أخذت لُقميه لأقول بعد هذا
( طعمه جميل )

إبتسمت برضا وتناولت الطعام قائلًا :
// ألم ترتعبي ؟ \\

أتحدث وأنا أتناول الطعام لأقول
( في البدايه فقط حين وجدت إطار الصوره يطير في الهواء بمفرده وبعد أن ظهر الشبح وبعد ذلك بدأت في إسداء النُصح له بمغبة ألاعيبه تلك )
أرتشف بعض الماء وأقول بخفه
( روح المُعلمه تلبستني وقتها )

إبتسمت :
// من الواضح أن الاشباح لا تخيفك كثيرًا إذًا \\

أتوقف عن تناول الطعام لأضحك وأقول
( كدت أُصاب بنوبه قلبيه وقد تجمدت مكاني ، ويبدو أن الموروثات الثقافيه لدي جعلتني أتقبل الأمر بسُرعه وأُقيم حوار مع الشبح )
تداركت بمرح
( أعني المؤثرات الخاصه )
لأعود لتناول الطعام من جديد لأنه بحق شهي

كنت أقلب الطعام بدون شهيه فعليه لأني حقًا مُشبع بالطعام .
قلت :
// إذًا بالأيام القادمه كيف سيكون جدول مواعيدك ؟ \\

أمتلأت بالطعام لأترك الشوكه والسكين وأقول
( سأبدأ الدراسه والعمل إبتداء من الأسبوع القادم ، وهذا يعني أنني مُتفرغه ما تبقى من هذا الأسبوع )

قلت بنبرة تقرير :
// جيد إذن ، سأجعل ما تبقى بالأسبوع لتجولك بالمدينه ، موافقه ؟ \\

أقول بنفس الطريقه المليئه بالحياه والمرح
( وكيف لي أن أرفض دعوه مجانيه لمُشاهده المدينه مع أحد سكانها . أوافق بالطبع )
وبهذا سأتمكن من معرفة المدينه بطريقه أسرع لأبدأ البحث عن جيمال

هززت يدي نفيًا معارضًا :
// لن تكون مجانيه ، ستعلميني الهنديه بالمقابل وربما أضغط عليكِ لبعض القهوه أيضًا \\

أقول بحماسه
( إتفقنا إذن ولو وجدتك تلميذ نجيب فسوف أُفكر في مُكافئتك ، هذا بجانب القهوه بالطبع )

وضعت يدي على صدري قائلًا :
// يا لكرم أخلاقك ! \\

نظرت لساعتي قائلًا :
// هل أنتهيتِ من الطعام ؟ \\

أحنيت رأسي بطريقه مسرحيه لأقول
( لم ترى شيئاً بعد )
نظرت للمائده لأقول
( بل قل هل أمتلأتِ . أنا لم أتناول هذا الكم من الطعام في حياتي من قبل )