الشــاطئ

ساعتين من القياده ليس شئ ممتع بالنسبة لي بجانب أني لأول مره منذ أسابيع أبدأ بالتفكير بشئ ما !
أوقفت السياره أمام المياه مباشرة وقلت :
"_ هل إنغمستِ بالنوم أم ماذا ، لِما الصمت ؟ أشعر كأني أصطحبت أحد الأشباح _"

وجهت نظري لخارج النافذة بجانبي و قلت :
ما الذي قد أقوله ، أو ما الذي تود الحديث بشأنه ؟

قلت بنبره جديه :
"_ هل أروقك على سبيل المثال ؟ _"

مبتسمًا تابعت :
"_ أمزح ، أخبريني عنكِ بعض الشئ _"

إلتفت إليه لأتنهد بهدوء :
بالنسبة للسؤال الأول ، لا .. ولا أظنني قد أفعل ! أما الثاني ، فما الذي قد ترغب بمعرفته عني ؟ ثق بي ، حياتي مُملة و روتينيّة لأبعد مدى !

كان سؤالي بالبدايه هزليًا بعض الشئ إلا أني قلت بجديه :
"_ صدقيني لا أنوي إثارة إعجابك الآن _"

أستندت إلى المقود قائلًا :
"_ مبدئيًا لا أعلم سوى اسمك ، لذا أي معلومه أخرى سأكون شاكرًا لها ، سنك ماذا تدرسين عن عائلتك ، اشياء ممله من ذلك القبيل _"

رمقته بنظرة جانبية :
لما ؟ ألا أروقك ؟

ثم أجبته بشكلٍ آليّ :
عشرون عامًا ، أدرس آداب إنجليزيّة ، و اشياء مُملة من هذا القبيل ..

قلت بهدوء :
"_ هل تريدين ان تروقينني ؟ _"

فتحت باب السياره قائلًا :
"_ جلبتك للشاطئ لنرى المياه وليس لأن نُحبس بالسياره ، ترجلي _"

حركت كتفاي :
كان مُجرد سؤال !

ثم تابعت بعدم فهم :
إن لم أكن أروقك ، إذًا لم أحضرتني معك إلى هنا ؟ أو .. لتلك الجولة عمومًا ؟ لستُ أفضل صُحبة قد تحظى بها .

قلتها و ترجلت من السيارة .

هززت رأسي قائلًا :
"_ لم تقتنعي بكوني وحيد بعد أليس كذلك ؟ _"

جالسًا على مقدمة السياره قائلًا بتعجب :
"_ هل أي شخص يطلب رفقه يكون من أجل إعجابٍ ما ! ، انتِ كنتِ الأولى التي رأيتها بالفندق ، لذا إنه حظك _"

وضعت يداي بجيوب بنطالي الخلفيّة و قلت :
سيد كاميرون ، صدقًا ؟ أنت ؟ وحيد ؟ تمزح !
و لأجل الرفقة تطلب من عاملة بالفندق أن تصحبك ؟ كان بإمكانك الطلب من أي نزيلة ، صديقة ، صديق .. أي أحد آخر بالمناسبة ، و أشك في رفضهم .

مررت يدي على رأسي قائلًا :
"_ أنتِ صعبة الإرضاء إيميلي ، وماذا بكوني أردت تلك الفاتنه الشقراء زرقاء العينين أن ترافقني ، هل أنتِ متضرره ؟ لا أظن لنتغاضى عن سببي للوقت الحالي إذن _"

تجاهلت رغبته بالتغاضي و قلت :
لماذا نتغاضى ؟ الأمر أصبح مُسليًا بالمناسبة ، إلا في حال أردت عودة الصمت المريع الذي كان يسود قبل دقائق .

إلتفتت إليها قائلًا :
"_ وهذا يعني أنكِ لا تخشين مني ؟ بكونك تعلمين على حد قولك سمعتي ! _"

حركت رأسي نفيًا و قلت مستنكرة :
بربك ! لقد هاجمت غرفتي اليوم و شاهدتني بملابسي المنزليّة و لم تقترب مني .. هل ستفعلها الآن ؟ ثم ما الذي قد يدفعك لفعلها على أية حال ؟ لا أظنني أندرج بالقائمة الخاصة بذوقك .

قلت معترضًا :
"_ أنا لم أقتحم غرفتك ، لقد جئت تبعًا لموعد مُحدد مسبقًا ، ثم ثانيًا ما أدراكِ أني لست مجنونٍ عقليًا أجن بأوقات غريبه ! _"

ضحكت :
يُدعى تهكم !

صمتُّ للحظات أفكر بالأمر ، ثم إقتربت من لأحدق بوجهه عن كثب ، لأقول بالنهاية :
لا .. لست كذلك ، بالإضافة إلى ..

إبتعدت عنه لأستند بظهري لمقدمة السيارة :
لن أعترض بشأن مجنون ثريّ وسيم .

حككت ذقني بحنكة مخبر مخدرات xD :
"_ إذًا أنا أروقك بعض الشئ ! _"

ثم وضعت يدي على قلبي وقلت :
"_ يا آلهي تضحكين ، منذ أن قابلتك حتى الآن لم أكن قد رأيت منكَ إبتسامه حتى ! _"

حركت كتفاي :
ليس تمامًا ، أو ربما بعض الشيء .. لا أعلم ! في حال كوني معجبة بشكلك و ثرائك ينتمي للإعجاب ، إذًا ربما تروقني بعض الشيء .

ضحكت ساخرة :
المعجزات تحدث !

زفرت بينما أنظر للسماء :
"_ أنا طبيب أيضًا ربما تُعجبين بي لهذا أيضًا مُقدمًا _"

قلت بهدوء :
كنت أتحدث عن تقييمك لما ذكرته ، ليس و كأنني سأعجب بك لتلك الأسباب فحسب ، هل تراني بتلك الدرجة من السطحية ؟!

أخذت لحظه مصطنعه للتفكير واجبت :
"_ لا لستِ بهذا السوء ، وعلى كل حال غيرك يتلهف لأجل ذلك ، رأيت العديد من السطحيات ! _"

صعدت لأجلس أعلى مقدمة السيارة لأحرك قدماي بشكلٍ طفوليّ نوعًا ما :
هكذا إذًا ؟

حركت كتفاي :
تستطيع تجربة نوعًا جديد ، لن تخسر شيئًا .. إلا أموالك في حال كنت أنتوي التلاعب بك .

رمقتها بطرف عيني قائلًا :
"_ نوعٍ مثلك ؟ _"

إبتسمت بهدوء :
"_أستطيع الإفلاس بأي وقت _"

أومأت له إيجابًا ، ثم ابتسمت بدوري و تمتمت في تهكم :
هذا يجعل الأمور أسهل بالتأكيد ! تعلم .. تجريدك من أموالك و ما إلى ذلك ..

قلتها و استلقيت على ظهري لأرفع نظري للسماء بدوري .